وادي حجر وادي حجر
random

شريط العناوين

random
random
جاري التحميل ...
random

الآبار القديمة والعيون

 




الآبار القديمة والعيون:
أولاً: الآبار القديمة:
     تاريخ الآبار قديم جدًا، وقد حُفرت من قديم الزمان، وليس لها تاريخ محدد، ولا نعلم عن الأدوات التي اُستخدمت في الحفر، إلا أن أغلب الآبار يراوح عمقها من عشرة أمتار إلى خمسة عشر مترًا، وتم رصفها بالحجر من الأسفل إلى الأعلى بطرق هندسية متقنة، وقد تختلف أحجام الحجارة المرصوفة، ويبدو أن القدماء قد استخدموا آلات لجلب تلك الحجارة ورصفها.
     وجميع الآبار القديمة حُفرت بنفس الطريقة وما زالت معالمها واضحة إلى الآن، وبعضها ممتلئة بالمياه، وهي كثيرة لا يمكن حصرها، وكانت تقوم عليها السواني لسقيا وريّ المزارع.
البئر، الآبار: هي حُفْرة أو ما حُفِرَ من الأرض لاستخراج الماء؛ وهي غالبًا تكون مطوية بالحجارة من أسفل البئر إلى أعلاه ولها أدوات لجلب المياه قديمًا تُسمى السَّوَاني.
السواني التي كانت تستخدم للري والسقيا:
هي الأدوات التي كانت تستخدم لجلب المياه من الآبار قديمًا، وتتكون السواني من:
1. الآبار: تنطق كلمة (بئر) بالتخفيف (بير) وتجمع على (بِيَار).
2. القرون: عمودين متقابلين من الحجر تعلق عليها عارضة تربط بينهما.
3. الغَربْ، أو الغَرْبة والغَروب: وتتكون من أربع قطع:
أ‌. الجُعبة: وهي من أربع قطع، وكل قطعة لها عروة، والعراضي توضع في داخل العرى المثبتة في الجعبة، وهي من الخشب على شكل صليب.
ب‌.السِعن، أو القِربة: وهي أداة تركب في الجعبة، وتُصنع من جلد الماعز على شكل إناء تربط في الحبل (الرِّشَاء) لاستخراج الماء من أسفل البئر.
ت‌ الزِّمَام: ويركب في السِّعن أو القِرْبة.
ث‌. الرِّشَاء: وهو الحبل المُعلَّق على المحالة تجره الدواب لسحب الغَرب المملوء بالماء من أسفل البئر، ويُصنع من ليف النخل، ويُفتل على شكل حبل قوي لحمل الغرب، ويركب في العراضي.
4. السريح: هو شريط من الجلد المقدود ويكون عرضه في حدود 2 سم وطوله بمقاس عمق البئر، وظيفته الأساسية هي مسك قربة الماء عن الميلان لكيلا ينسكب الماء اثناء استخراجه.
5. الدراجة: هي عبارة عن بكرة خشبية طولها من 40 إلى 50 سم وقطرها في حدود 20 سم وتكون أقل مستوى من المحالة، ووظيفتها الأساسية هي دوران السريح حولها أثناء نزوله وطلوعه من البئر.
6. المحالة: آلة على شكل عجلة دائرية، تعتبر من أهم الأدوات وأشهرها، وتتكون من قطع خشبية عديدة، يتم تركيبها مع بعضها البعض بكل دقة ومهارة، وتلك القطع عبارة عن اسطوانة بوسطها ثقب دائري، يدخل فيه عمود المحور ويسمى القُب، وتركب حول هذه الاسطوانة قطع متساوية على شكل مثلثات تنغرز أطرافها المدببة في القب، وعلى محيطها الخارجي مجرى محفور لكي يحتفظ بالرشاء أثناء الدوران ويمنعه من الخروج عن المحالة.
7. السقف: مصب الماء أو مشرع الماء.
8. الحيوانات المدربة على استخدام السواني من الإبل والبقر: وهي التي تقوم بسحب وجر الغَرْب من قاع البئر إلى أن يصب في مشرع الماء أو ما يُسمى بالبِركة التي تجمّع بها المياه، وتسير في مسافة من الأرض تُسمى المجرة، ثم تعود مرة أخرى وتقف عندما يصل الغرب إلى قاع البئر ليمتلئ ومن ثم تقوم بسحبه إلى أعلى وهكذا تسحب الماء ويصب في المَشْرِع أو البِرْكة.
ثانياً: العيون القديمة التي كانت تستخدم للريّ:
لم أجد -حسب اطلاعي وبحثي في تاريخ العيون- ما يحدد زمن عِمارتها، أو أسماء من عمّروها، أو الطريقة التي كانت متبعة في مثل هذه الأعمال للحفر والبناء والنحت في أعماق الأرض؛ لأن عمل قنوات هذه العيون ودُبُولِها فيه شيء من الإعجاز لا يستوعبه أي إنسان، دون معرفة تلك الطريقة والوسائل المستعملة فيها؛ لهذا انطبع في عقول العامة أن الذي عمر هذه العيون هو سيدنا سليمان عليه السلام، وأنه استخدم في ذلك الجن والريح؛ لأن الإنسان العادي -في تصورهم- لا يستطيع إنشاء مثل تلك الأعمال في أعماق الأرض، ويمتلك الدقة والإتقان في البناء والنحت والانسياب المائي المحسوب، والحقيقة التي لا شك فيها أنه من عمل البشر ومن صنع أيديهم؛ لأنهم كانوا يقضون السنين الطوال في إنجاز عِمَارة (العيون).
العَيْن: هي نقطة وفتحة تتدفُّق منها المياه وتخرج سائحة على سطح الأرض، عبر قناة تجري فيها المياه بشكل انسيابي تحت سطح الأرض من المرتفع إلى المنخفض، وقد يكون الماء متقطّعًا أو مستمرًا. وفي اللغة: مصب ماء القناة، وينبوع الماء.
الدّبل: هو القناة الرئيسة لمجرى ماء العين من تحت سطح الأرض تكون مرصوفة بالحجارة، وقد تُوزع العين إلى أكثر من قناة رئيسة حسب الأملاك التي تسقيها.
خَرَزة العَيْن: هي مكان خروج الماء، ويُسمى شَريعة الماء.
خزانة العين: هي مكان اتصال قنوات المزارع مع بعضها في منطقة كالحوض، وذلك لتقسيم وجبات العين، وتنظيم سقيا المزارع، بتوجيه الماء إلى أحدها وقفلها عن الأخرى.
الفقير أو الفُقر: وهو في الأصل حفرة كالبئر تنشأ نتيجة لمرور ماء العين من تحت سطح الأرض، يكون عمقها من 5 إلى 10 أمتار، تتكون بسبب تساقط التربة الهشة التي يمر من تحتها الماء عبر القناة التي تتجه بشكل انسيابي من المرتفع إلى المنخفض حتى خروج الماء سائحًا على وجه الأرض، ثم ترصف تلك القناة بحجارة تُسمى الدبول، وترصف تلك الفقر وتغطى فتحاتها كغرف التفتيش، وتستخدم من أجل صيانة العين وتنظيفها، إذا حصل بها انسداد أو خراب في مجراها نتيجة السيول والأمطار.
- قوانين العيون وأنظمتها والطرق المتبعة للسقيا وصيانتها وحفظ جريانها، وهي:
1. عِمارة العيون والإشراف عليها:
 يتم تعيين قائم لكل عين يقوم بشئونها، ويسمى (قيّم)؛ فإذا حصل بها تدمير أو خراب من سيل جارف أو من هدم في الدبل الخاص بالقناة أو هدم في (الخرز) فإن أهل العين يجتمعون لدى القيّم، ويقدرون مبلغاً معيناً لإصلاح الخلل، يسمى هذا المبلغ (الصْرّفَة)، ويقوم القيم بتفريق المبلغ على أهل الخيف حسب استحقاقاتهم في العين؛ فصاحب الوجبة مثلاً يدفع 100 ريال، وصاحب الخمس وجبات يدفع 500 ريال، وهكذا، وفي الغالب تكون قوامة العين بالتوارث بين أبناء الأسرة؛ الأب مثلاً من بعده ابنه أو أخيه أو ابن عمه، ونادراً ما تخرج القوامة عن أسرة أثبتت عدلها وحسن تصرفها في قوامة العين.
2. هندسة العيون:
إن هندسة العيون وقنواتها، ودبولها، شيء فيه من الإتقان والدقة والعظمة أيضاً، حتى إن الإنسان في عصرنا هذا يحتار في معرفة الآلات والوسيلة التي استخدمها مبدعو هذه العيون؛ فدبول العيون تُعمّق في الأرض إلى مستوى (مياهها)، إلى ما يقارب من 5 أمتار أو أكثر أو أقل، ثم يتناقص هذا العمق تدريجياً، حتى يظهر الدبل على وجه الأرض، وينساب الماء منه دون رفع أو ضخ، وهذا الأمر لا يحصل إلا بدقة متناهية في نسبة الانسياب.
3. توزيع مياه العيون:
قبل اختراع الساعة وانتشارها، كان لأصحاب العيون أدوات يُعاينون بها الوقت؛ ليأخذ كل منهم حقه من ماء العين في سقيا مزرعته، سواءٌ كانت وجبة أو أكثر أو أقل، والوجبة هي ما يعادل 12 ساعة، أما الأدوات التي كان يقدر بها الوقت؛ فهي: (المكيال، والقِدرة، أو القِدر، والحبل الفتيل)، وسنوضح كل أداة فيما يلي:
أولاً: المكيال: وهو قارورتان واحدة فوق الأخرى تشتركان في غطاء واحد، يفصل بينهما ثقب معين، تُملأ العُليا رملاً وتوضع في مكانها؛ فيظل الرمل يذرّ منها في القارورة السفلى، وبالسفلى علامات مدرجة بين كل علامة وعلامة مسافة محسوبة؛ فإذا بلغ الرمل العلامة الأولى عرف أنه مضى من الوقت ساعة، وإذا بلغ العلامة الثانية عرف أنه مضى من الوقت ساعتان، وهكذا إلى ما هو محدد من العلامات، وهذا شبيه لساعة الرمل بل هو عينها.
ثانياً: القِدر أو القِدرة: وهو قِدر كبير يُملأ من الماء، ويوضع في بطنه قدر صغير مثقوب أسفله ثقباً مناسباً وبداخله علامات متراكبة، بين كل علامة وأخرى مسافة متساوية، فيظل الماء يصعد من القدر الكبير إلى الصغير متدرجاً بين المسافات التي تُقدر أحياناً بـدقيقتين ونصف الدقيقة، وأحياناً تصل إلى ساعة، حسب العلامات التي خصصت لضبط الوقت.
ثالثاً: حبل الفتيل: وهو حبل يُفتل من نوع خاص، من ليف النخل، ويدهن ببعض المواد الدهنية، وتوضع به علامات المسافة؛ فتُشعل النار في رأس الحبل، وتتدرج في الوصول إلى كل مسافة محددة، فيُقدّر ذلك بالوقت المتفق عليه.
- يوجد في وادي حجر عيون كثيرة اندثرت وبقيت معالمها إلى الآن، وهذا بيان بأسماء بعض العيون:
1. عين الأبيار. 
3. عين المازنية.                     
2. عين الجُوبَة.
4. عين السُّوق.
5. عين العِمِري.
6. عين الزُبَيْري.
7. عين يسِير.
8. عين راين.
9. عين السُّلَيْمِية.                     
10. عين الخرماء. 
11. عين الطويل في الأبيار.
12. عين حُشيْفَات.

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

وادي حجر

2016