وادي حجر وادي حجر
random

شريط العناوين

random
random
جاري التحميل ...
random

التراث الشعبي:

 








التراث الشعبي:

توجد في وادي حجر بعض آثار المباني القديمة التي تُسمى الخيام، وهي تشبه الخيمة ويوضع عليها التراب من فوقها بشكل هرمي، وبها غرف تفتح عليها من الداخل نوافذ تبعد عن بعضها أكثر من متر ونصف لدخول الهواء البارد، ومن تلك المباني الحجرية ما يوجد الآن بالقرب من قلعة الحصن بالمازنية، وبعضها توجد في الحِرَار المرتفعة.

المباني الحجرية:

ويقصد بها ما بُني بالحجر من جسور وبيوت وأحواش، أما مباني الحجر للسكن أو لتخزين المؤن للإنسان أو الحيوان فهي متعددة منها:

1.   الخيمة: غرفة مبنية من حجر مرصوص محكم، ويُسدّ ما بينه من فراغات من الداخل بالطين أما الخارج فهو بدون طين، وليست الخيمة من الشعر أو القماش بل لا يعرفون هذا الاسم وما يصنع من الشعر يسمى بيوت الشعر، وشكل الخيمة مستدير، ويكون لها مدخل واحد كبير قد يُصنع له باب من جذوع الشجر أو النخل وقد يبقى بدون ذلك، وفي وسط الخيمة أو قرب الباب يمينًا أو شمالًا يقع مكان إيقاد النار للقهوة (المشَبّ) الذي يسمى الآن الوِجار، وفي وسط سقف الخيمة فتحة صغيرة لخروج الدخان ويسمونها (مِنْسَمَة) وهذه المنسمة تكون مفتوحة الجوانب لتسرب الدخان أما أعلاها فيغطى بصفيحة من الحجر لمنع دخول ماء المطر، ولذا ينام فيها الناس دون اختناق لأن الأوكسجين يتجدد من خلالها ومن خلال الباب، وإذا أطلقت الخيمة فيعني بها ما سبق وصفه، سواء أكانت للسكن الخاص أم للضيافة أم للعابر، وإن كانت للعابر تكون فيها القهوة ومعداتها فإذا مر بها الضيف صنع قهوة لنفسه؛ لأنها أحيانًا تكون في إحدى الرياض (المزارع) غير المسكونة.

2.   خيمة الضَّخِير: الضَّخِير يُقصد به تخزين المؤن سواء كانت هذه المؤن للإنسان كالحبوب والتمور أم للحيوان كعلف الحيوان من حشيش أو تبن. فهي مستودع لتخزين الطعام، ولها حماية في القانون العرفي إذا اعتدي على مخزونها فإن لك يكن لها باب مغلق فالحُشُومة (الغرامة) ثمان مئة ريال، وإن كانت بباب فالحشومة مئتا ريال ويكون ذلك بعد التقاضي وقد تسمى خيمة خَزْن العَلف مَعْلَفة.

3.   المَرْدُمة: خيمة (غرفة) مبنية تحت الأرض ومردوم فوقها التراب، وقد تكون فوقها غرفة أخرى، ومدخلها ضيق جدًا حتى إن بعضها لا يدخله الداخل إلا زحفًا على جنبه، وبعضها تكون رَقَبَنُه (مَدْخَله) طويلة جدًا قد تصل إلى (14) ذراعًا، والمردومة مخزن لتخزين الطعام البشري والأشياء الثمينة والسلاح والوثائق ونحوها، وفي كثير من الأحيان لا يُشاهد مَدْخلها بسهولة، فقد يكون في أحد جدران الغرفة الأخرى المبنية فوقها، وقد يكون بجواره صخرة كبيرة، ولصعوبة الدخول قلَّت حُشُومتها (غرامة الاعتداء عليها) عن خيمة المضخر التي فوق الأرض فغرامة الاعتداء عليها مئتا ريال.

4.   المَثْبَى: وجمعه مَثَاب، وهي خيام (غُرف) تُبنى في الرياض (المزارع) للإقامة فيها وقت الزرع أو الحصاد أو الحمى ولا تكون سكنًا دائمًا، لكنها دائمة التجهيز بالقهوة ومعداتها، إن لم تكن لصاحبها فللضيف العابر، وهي عربية في دلالتها، ففي لسان العرب: >الثُبَى: العالي من مجالس الأشراف ... والتَثْبِية: الدوام على الشيء<.

5.   الدِّيوان: مجلس للرجال يكون مستطيلًا، له بابان: باب لدخول الضيوف والآخر للدخول لغرف السكن، ويُسمى في بعض المناطق (مُقلّط).

6.   الدَّهْلِيس: مجلس كبير للرجال، ويُنطق أيضًا بالزاي (دهليز)، ويجمع على دهاليس أو دهاليز، وإن كان عند شيخ القبيلة تكون في أماكن على الجدران لتعليق البنادق والسيوف.

والبيوت القديمة لها أثاث خاص بها كان يُستخدم قديمًا، وتعتبر الآن من التراث الشعبي، ونذكر منه ما يلي:

أولًا: الأثاث القديم في وادي حجر:

1. ا    1. البُرمَة: تصنع من الفخّار وتستخدم للطهي على نار الحطب أو الجمر.

2. القَدّحَة: تصنع من الخشب وتستخدم في أغراض الأكل.

3. الحَكّرة: تصنع من الخشب وتستخدم للأكل والشرب.

4. الحُقْ: يصنع من الخشب ويستخدم لتحويل السوائل من وعاء إلى وعاء آخر.

5. الصحن: يصنع من الخشب أو النحاس ويستخدم للأكل.

6. القِربة: تصنع من جلد الماعز لحفظ الماء وتبريده.

7. السقا (السعن): يصنع من جلد الماعز لحفظ اللبن المخيض.

8. الصَّمِيل: يصنع من جلد الماعز لحفظ حليب الإبل.

9. البدَرة: أصغر من القربة وتصنع من جلد الماعز لحفظ الماء.

10. البُديْرة: أصغر من البدرة وتصنع أيضًا من جلد الماعز لحفظ الماء.

11. الحُسْكل: يصنع من جلد الماعز أو الإبل لحفظ النقود، ويُعتبر خزنة للنقود.

12. الجونة: تصنع من الخزف والجلد لحفظ مجوهرات المرأة.

13. المدَّبش: يصنع من الجلد لحفظ النقود وهو خاص بالمرأة.

14. الخَمِيل: يصنع من الصوف وشعر الماعز لحفظ الملابس.

15. الخَثْل: يصنع من الجلد لحفظ التمر، والخُثَيَّل أصغر منه قليلاً.

16. العَيْبة: تصنع من جلد الإبل لحفظ التمر.

17. الصِفْنة: تصنع من الصوف لحفظ أدوات القهوة للمسافر وتوضع على الذلول من الإبل.

18. القَدْ: تصنع من جلد الضأن لحفظ الحبوب والدقيق السويق.

19. المبنَّة (القطف): تصنع من جلد الضأن لحفظ بنّ القهوة.

20. السْحَارة: صندوق من الخشب المطعم بالحديد لحفظ الأمتعة.

21. القلص: يصنع من الجلد لحفظ أمتعة المسافر.

22. المزْوَدة: تصنع من صوف الضأن لحفظ غذاء المسافر.

23. العُكْة (الظرف): تصنع من الجلد لحفظ السمن.

24. حذاء قرفة: تصنع من جلد الإبل.

25. الجَاعِد: يصنع من جلد وصوف الضأن كفراش.

26. القُفّة: تصنع من سعف النخل ويوضع بداخلها الرطب من التمر بكمية قليلة.

27. الزنبيل: يصنع من سعف النخل لحفظ التمر.

28. المِنْثَلة: تصنع من سعف النخل لحفظ التمر.

29. الجُوَال: يصنع من سعف النخل لنقل التمر وقت الحصاد.

30. الفِراش: يصنع من سعف النخل.

31. الخصَفة: تصنع من سعف النخل ويوضع عليها التمر بعد تسخينه بأشعة الشمس.

32. غطاية (سُّفْرَة) (نقالة): تصنع من سعف النخل.

33. ملحفة (سحيلة): تصنع من الصوف وشعر الماعز.

34. مروحة: تصنع من سعف النخل يكون لها داعم من جريد النخل.

35. صَوْفَعة (مروحة مدورة): تصنع من سعف النخل تكون على شكل دائري.

36. سجادة: تصنع من سعف النخل.

37. قفص الطيور: يصنع من جريد النخل.

ثانيًا: آلات لبعض الأعمال:

-الصَّقْرَق: إناء صغير مفتوح من الأعلى، مُقَوَّر، مصنوع من نحاس أو غيره له مَخْرَج، ويوضع فيه الدواء ثم يُصب في الأنف ويُسمى سَعُوطاً.

-المِحْواك: آلة حديدية في حجم المِخْيَط، معكوفة الرأس، لها مقبض من خشب، تَحُوك به النساء خيوط أشعار الأغنام وأصوافها ووبر الإبل.

-المِخْرز أو المِخْراز: آلة حديدية تُخْرز (تخاط) بها الجلود، كالقِرَبة والعَيْبة، والحُسْكُل وغيرها، وتكون مدببة الرأس، ولها مقبض من خشب.

-المِخْيَط: إبرة خياطة كبيرة طولها يقرب من الشِّبْر، تخاط بها الأشياء الكبيرة كالأكياس، وبيوت الشعر، والصناعات السعفية وغيرها.

-المِرْقام: مسمار صغير، طوله حوالي شِبْر، يُكْوَى به المريض، ويكون أحد طرفيه دائرياً، ودائرته صغيرة، ولذا يقولون رَقَمَهُ أي كواه كيًّا صغيراً، وقد يقولون رشَّه إذا كان الكي في البطن فهو كرّشَّات المطر.

-المِكْوَى: مسمار كبير يكون في طرفه دائرةٌ كبيرة، يكوى به المريض وهو أكبر من المِرْقام وأصغر من المِيسَم.

-المِنْقاش: آلة من حديد لها لسانان منطبقان، وتنْحني نهاية كل منهما نحو الأخرى، وله إبرة مدببة ينقش بها عن الشوكة المنغرسة في الجسم، فإذا ظهرت أُطبق عليها باللسانين ونُزعت، وقلَّ أن يخلو رجل من حمله في الديار في الأزمنة القديمة.

المِيْسم: المِكْوَى الكبير تكوى به الإبل لوسمها.

ثالثًا: مصنوعات أخرى لعدة استخدامات:

1. عِدّة: تصنع من الجلد والقماش توضع على ظهر الجمل، وتحشى بداخلها ورق شجر الطرف.

2. شِدَاد: يصنع من الخشب ويربط بسيور من جلد الإبل.

3. البِطان: حبل من الصوف وشعر الماعز ويعمل بطريقة السدو والنسيج لربط الشداد أو العدة على ظهر الجمل.

4. الطُنْب: وجمعه أطناب وهي الحبال التي يشيد بها البيت إلى المراسي.

5. فِليج: هو أحد قطع بيت الشعر مصنوع من شعر الماعز والصوف.

6. مِريرة: حبل من السليل وهو شعر الماعز الصافي من الصوف وبشكل جدايل.

7. مرَس: حبال تصنع من ليف النخل.

8. شريط: حبل يصنع من سعف النخل وسعف الدوم.

9. عَصَم: حبل مخصوص لحمل القربة من ليف النخل.

10. نِسْعة: حبل دقيق وطويل يصنع على شكل جدايل من جلد الضأن أو جلد الغزال.

11. حِزام (نُحَيْلي): من الجلد المخلوط مع القماش ومطرز بالرصاص والصدف تلبسه المرأة للزينة.

12. مِسْبت: مصنوع من جلد الإبل للرجل لحفظ النقود تحت الثوب.

13. قِنبار: مصنوع من ليف النخل.

14. المُطْحَنة وودِيَّها: تصنع من الحجر بشكل مستطيل والودي من الحجر أسطواني الشكل طويل.

15. الرحى: تصنع من الحجر على شكل دائري عبارة عن حجرين على بعضهما البعض مخروم من النصف وفي الحجر الأعلى ثقب غير نافذ، يوضع به يد (ممسك) من الخشب، وتدار الحجرين على بعضهما البعض بعد وضع الحبوب في الثقب الذي في المنتصف، ويفرش تحت الرحى ما يسمى بالنَّطع ليتساقط عليه الطحين الناتج من دوران الحجرين على بعضهما.

16. النِطْع: قطعة مربعة أو مستديرة من الجلد تفرش تحت المطحنة أو الرحى عند الطَّحْن ليسقط عليها الدقيق.

رابعًا: الطعام ووجباته:

     وجبات الطعام ثلاث: فطور وغداء وعشاء، والفطور غالباً قُرْص جَمْر أما الغداء فهو وجبة خفيفة ويسمونها قُصَارة النهار، وقد تكون تمراً وبخاصة للرعاة، أما الوجبة الرئيسية فهي العشاء، والأغلب أن يكون مَرْقُوقاً، وفي السنين الأخيرة أَرُزاً بعد شيوعه، ووقته قبل المغرب أو بعده بقليل.

أهم الأكلات الشعبية قديماً:

-الشِّلْفَة: أي قُرْص الجَمْر وهي من دقيق الحنطة، حيث يفرد العجين على شكل دائري بسُمْك سنتمترين تقريباً وتزيد إن كان كبيراً، وهذا يكون في المناسبات عندما يكثر عدد المفطرين في الصباح، ويوضع في الجمر بعد فرد الجمر تحته وتغطيته بالآخر، وأفضل الجمر جمر السمر أو القرظ، ويترك مدة كافية لاستوائه حسب حجمه ثم يُخرج وينظف من الرماد، وقل إن يَعْلق به رماد إن كان الجمر جيداً ثم يُفَتّ(يُعْجَن) باللبن والسمن أو بالسمن وحده.

-المَرْقُوق: ويسمى أيضاً المَحْلُوج، وهو من دقيق الحنطة، حيث تقطّع العجينة إلى قطع مدورة، كما يفعل الخبازون، ثم تفرد حتى تصبح رقيقة ثم يقذف بها وسط ماء القِدْر المغلي، وتقطع بالمِسْواط (ما يُحلج به المرقوق) قطعاً صغيرة ثم يُترك فترة لينضج ثم يُغرف في صحون، وإدامه مرق اللحم أو السمن والأول هو الأكثر في المناسبات، وكان هو الوجبة الرئيسية في العشاء وفي مناسبات الزواج وغيرها من المناسبات.

-الدَّشِيشَة: وهي حب قمح مجروش أي غير مسحوق بل يكون قطعاً كبيرة، وله طريقة خاصة بالطحن، وهو قريب من طعام الجريش المعروف في نجد، غير أن الجريش يكون متماسكاً أما الدشيشة فهي نوع من الحساء (الشربة) بحيث لا تكون متماسكة ولا يمكن أكلها إلا بالملعقة، ويتم تناولها في المساء، وإدامها اللحم أو السمن، واللبن لمن لا يستطيع تناول الدهون أو لا يجد السمن.

-الشُّرْبَة: هي كالديشيشة، لكن الحبوب تُطحن طحناً بين الدقيق والدشيشة، وتُطبخ مثلها وتؤدم باللحم أو السمن أو اللبن وأكثر طبخها في إفطار رمضان.

-الخَضِيضَة: شربة خفيفة جداً، وتكون من الدقيق المسحوق، وماؤها كثير، وأغلب ما تصنع للمرضى لسهولة تناولها لأنها قريبة من الماء ولسهولة هضمها.

-الرَّشُوف: هو نوع خفيف من الشربة لكنه أثقل من الخَضِيضَة، ويبدو أن اسمه جاء من الصوت الذي يحدثه شاربة عند ارتشافه.

-العَصِيدة: تكون بوضع الدُّخْن (دون عجنه) في الماء الحار ثم عصده في الماء أي تحريكه بالمِعْصَاد وهو كالمِسْواط للمَرْقُوق، فإذا ما نضج وُضِع في الصحن وصُبَّ عليه السمن، وقد تُصنع العصيدة من الشعير ولكن لأكثر من الدخن، وهو لا يُزرع، وأجوده ما كان من بلاد غامد وزهران، وتشتهر باسم الحجاز آنذاك ويقال للقادم منها حجازي.

-الرَّغِيدة: دقيق يوضع على الماء الحار أو الحليب ويُلتُّ، ويكون خفيفاً وهو طعام الرُضَّع.

-السَّوِيق: دقيق الدُّخْن المُحمَّص المسحوق، ويسف سَفّاً.

-البَسِسَة: هي السويق أو الدقيق إذا بُسَّ بالسمن أي خُلط به، وهي عربية فصيحة، ففي القاموس " البَسُّ: اتخاذ البَسِيسة بأن يُلتّ السويق أو الدقيق أو الإقط المطحون بالسمن أو الزيت".

خامسًا: القهوة العربية وأدواتها (المعاميل):

1.   الدِلال جمع دَلَّة: هما دلتان: إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة، الكبيرة تسمى مِلْقَمَة، وهي التي تُصنع فيها القهوة، والأخرى الصغيرة تسمى المِصفْاة وهي بعد أن تنضج القهوة تُصب بداخلها، ومنها تُصبْ القهوة للرجال، وتصنع من النحاس.

     ومن أسماء القهوة العربية في الماضي:

أ‌. الشّاذِليَّة: نسبة إلى علي بن عمر الشاذلي اليمني (ت1070هـ)، الذي أظهرها وأستمر في شُربها فنُسبت إليه.

ب‌. البِكْر والثَّنْوى: الطَّبْخة الأولى للقهوة تُسمَّى البِكْر، فإذا صُب الماء عليها وطُبخت مرة أخرى تُسمى الثَّنْوَى وهي لا تُقدَّم للضيف إطلاقًا.

2.   النجر: يصنع من حجر الماوي الأصفر، ويُسمى الهَوَنْد أيضًا.

3.   المحماس، أو المِجَلَّة أو المجلى: تصنع من الحديد.

4.   الفناجيل: تصب بداخلها القهوة، وتكون قليلة لا تزيد عن ثلاث رَشَفات لشاربها، وتصنع من الخزف.

5.   المِعْشَرة: الصحن الذي توضع فيه فناجين القهوة.

6.   المزودة: توضع بداخلها معاميل القهوة.

سادسًا: أنواع الحجارة:

-الحَرْنُوف أو الحَذْنُوف: حجارة حادة كالسكين، وقد تذبح بها الأغنام إن لم توجد سكين.

-الرَّتَج: جمع رَتَجة، وهي حجارة قوية ملساء كبيرة يتراكب بعضها فوق بعض في الأودية والشعاب الجبلية، بحيث يصعب تسلقها أو الإمساك بها لملامستها، وإنما سميت بذلك لأنها تسد الوادي وتغلقه عن المرور فهي من مادة (رَتج) الفصيحة بمعنى (أَغْلَق) يقال رَتَج الباب إذا أغلقه، والرَّتج عربية فصيحة لفظاً ومعنى، ففي القاموس "الرتائج الصخور، جمع رِتاجة" وسمي أحد الأودية المُرَتَّجة لكون مجرى السيل رَتَجاً يصعب المرور معه.

-الصَّخْرة: وهي الحجرة الكبيرة الصلبة.

-الصَّفَا: حجارة عريضة مسطَّحة ملساء صَلْدة، قوية لا تنكسر، يكون سطحها أحياناً مستوياً وأحيانا مائلاً، فإن كان مستوياً استفيد منه بدق الأشياء الصلبة عليه كالحبوب ونوى التمر، وتكسير شجيرة العِرْن، إلى قطع صغيرة للدباغة، ومع أن (الصفا) اسم جمع في العربية الفصيحة إلا أنه في الاستخدام العام مفرد، ويجمعونه على صِفيان، ويؤنثونه على (صفاه).

-الصَّفيحَة: حجارة صلبة مسطحة ذات وجه عريض، وهي فصيحة ففي القاموس "الصفائح: حجارة عراض" وهي تنقل من مكان إلى مكان ليدق عليها الأشياء الصلبة كنوى التمر وغيره، وقد يغرف عليها الطعام إن لم توجد صحون.

-الصُّوَّان: حجارة ملونة سوداء أو خضراء مثل المرو في صلابتها والاختلاف بينهما في اللون.

-الضِّرْس: الجبل الصغير الصخري الذي يشبه ضرس الإنسان.

-العِرْق: جمعه عُرُوق، وهي الصخور الصلبة الصعبة المُرتقَى في الجبل.

-المَرْوُ: حجر أبيض بَرَّاق يستخدم لقَدح الزند فيه لتوليد شعلة لإشعال النار، والزَّنْد يكون من الحديد في شكل مثلث، وكان أهل الديار لا يسير أحدهم إلا ومعه زند ومَرْو وضِرْم ليشعل النار إذا احتاج، وإذا أرادوا إشعال النار قالو أَضْرِم النار، وتُشعل النار بقَدْح (المَرْو) بالزَّنْد، وبينهما يكون الضِّرْم الذي يشتعل ثم يُنقل إلى الحطب لتشتعل النار فيه، ولا يقال ذلك إذا أُشعلت النار من نار سابقة، والمرو ليس بالكثير في الديار، وتوجد له مواضع.

-النَّشَفَة: وجمعها نَشَف، وهي عكس الصخرة، حجارة هشَّة سريعة التكسر، يخترقها الماء بسرعة.

سابعًا: أنواع العِصِيّ والأعواد:

أ- العَصَا: اسم عام لكل ما قُطع من شجرة ليُعْتصى به، وفي القاموس (اعتصى الشجرة قطع منها عصا) وهو شامل لما يكون في طَرَفه عَطْفة معوجّة، وما لا يكون كذلك، تدخل فيه الألفاظ التالية:

-المِخْبَط: على وزن منبر، عصا طويلة غليظة، تُخْبط بها الشجرة ليسقط ورقه أو ثمرته، وهي فصيحة (انظر مادة خبط في القاموس).

-المِعْمَاش: هو كالمخباط، لكنه مخصص لضرب القمح والشعير بعد حصاده لفصل القشور عنه.

-المِنْجَمة: هي المِطْرَقة إلا أنها تكون من الخشب وتكون كبيرة، ويُدقّ بها القليل من القمح أو المستعصي على المِعْماش.

-المِحْجَن: كالمخبط إلا أنه يزيد بأنه له حُجْنَة في أحد طرفيه أي عَطْفة، وفي القاموس المُحِيط "مِحْجَن كمِنْبَر ومكنسة: العصا المعوجة"، فهي فصيحة، والمِحْجنُ يستخدم في هَشّ الشجرة ليتساقط ورقها أو ثمرها، وهو يقطع قبل التقاء غصنَيْ شجرة فيكون أحدهما طويلاً والآخر قصيراً فطرفُه على شكل زاوية حادة أي أن الاعوجاج ليس من صنع الإنسان كالباكور.

-المِشْعاب: هو عصا قصيرة في طرفه حُجْنة، وهو كالمخبط إلا أنه قصير لأنه يستخدم استخدام عصا.

-الشُّوْن: عصا قصيرة سميكة تنتهي بأُكْرة (كرة) صغيرة تستخدم للدفاع عن النفس، وتسمى أحياناً (قُطْلَة) وفي زماننا يسمونها عجرة.

-المِطْرَق: عصا طويلة دقيقة الحجم، تستخدم غالباً لسوق الإبل، وبها تَطْرُق النساء شعر الماعز وصوف الضأن حتى ينتفش ليسهل غزله.

-المِسْوَاط: جمعه مَسَاوِيط، وهو عود طويل، يُساط به (يُحرّك) المرقوق عند حَلْجِه أي طبخه، وطوله يزيد عن المتر وقد يكون أطول من ذلك إذا كان للولائم الكبيرة، وأكثرها يؤخذ من شجر العَتَم فإن لم يوجد فالشِّوْحط.

-المِعْصَاد: هو عود تُعْصَد به العَصِيدة التي تكون من الدُّخْن أي تحرك به أثناء طبخها وهو لها كالمِسْوَاط لطبخ القمح.

-المِعْواس: عود طويل يحرَّك به الجَمْر الكثير.

ب: ومما يقطع من الشجر للاستخدام ولا يسمى عصا:

-العُود: وهو كل ما يبس من الشجر، صغيراً أو كبيراً، واستخدم حطباً ومن العود عُوُد خَشب المعاسل، وحافظات الحِجج (الوثائق القديمة).

-الخِلاَل: عود صغير يؤخذ من الشجر الأخضر ويُدبَّب أحد طرفيه، وطوله حوالي الشِّبْر، وتُخَلّ به أَرْوِقة بيوت الشعر فيها أي بثقبها به وشَدِّهما إلى بعضهما، ونَزْعُ الخلال يعني سقوط الرِّواق.

-الشِّظَاظ: كالخلال إلا أنه أكبر منه قليلاً، ويُستخدم خلالاً لما عدا بيوت الشعر، وغالباً تربط به عُرْوَتَي شيئين لشدهما لبعضهما.

-العِرْقَاة: عودان قصيران سميكان متقاطعان كالصَّلِيب تُربط فيهما عُرَى دَلْو الماء.

ثامنًا: الخَشَب (المناحل):

-الخَشَب: واحدته خشَبة، وهو ما يسمى في زماننا المناحل أو الخلايا أو المعَاسِل، وهي في العربية الفصحى (العَسَّالة) كما في القاموس، وكان أهل الديار (وما زالوا) يطلقون عليه (الخشب)، وهو مجاز مرسل علاقته الآلية؛ لأنهم عندما يبنون الخشبة يضعون فيها العُود الذي يَبْنِي فيه النحلُ خلاياه، وهذا العود الذي يُوضع في كهف من الكهوف، يُصنع من جذع شجرة كبيرة بتجويف وسطه ليكون بيتًا للنحل، قال أبو حنيفة: >وإذا عَسَّلَتْ النحلُ فما يَتَّخِذُ لها الناسُ من خَشَب خاصة فهو النحائت والواحدة نَحِيته، وإنما سُمِّيت نحائت؛ لأنها تُنْتَحَتُ بالفؤوس من سُوق الشجر العظام، وأَعْرفُ ذلك الخَزَم والعرعر والعُتُم ... وخلايا الخزم أوفقها للنحل، وشَهْدها أعظم لأنها أوسع.

ويسمون بناء الخشب في الكهوف (الإرْداح) وهي عربية فصيحة، فهي تعني تسوية الأرض، وإدخال الحجر بعضه في بعض، وتكثيف الطين عليه، وهناك مختصون في إرداح الخشب ويُسمى من يردح الخشب (المُرَدِّح) وقد يُسمى (عَمَّارًا) وأول ما يقوم به هو تسوية الأرض، ثم يسد كل ما يمكن أن يدخل منه المطر، ثم يبني الجوانب لئلا يدخل الهواء، وفي هذه الأرض المستوية يضع عُود الخشبة، وهو يختلف من خشبة لأخرى حسب مساحة الكهف في الصخرة أو تحتها، ثم يبني فوقه بالحجارة، ويسد كل الفتحات بالطين بحيث يكون سطح الأرض مستويًا لا يدخل من ماء ولا هواء.

ولِعُود الخشبة طرفان، كلاهما مفتوح، أحدهما يسمى المِنْفَضَة: (لوضع النِّفْض فيها) أو الوِلاج (لولوج النحل معها)، ويكون سطحها الخارجي منخفضًا عن السطح العام في شكل مستطيل أو مربع بمقدار شِبْر وفيه فتحتان يَلج من إحداهما النحل إلى العُود ويخرج من الأخرى، أما الطرف الآخر للعود فيسمى (الصُّنْع) ويُغطى بحجر كبير ثقيل، وبعض القبائل تُسميه (الغَلْقَة)، فإذا جاء موعد فتح الخشب لاستخراج العسل غطى (العَسَّال) المِنْفَضة أو الولاج بقطعة قماش أو قُفَّة من سعف النخل ثم يرفع الحجر الذي يغطي (الصنع) ثم يشعل النار في عود حطب كثيف الدخان؛ ليخرج النحل إلى جهة الولاج، ويجتمع هناك، وبعد خروج النحل يستخرج العسل، وإنما يُدجِّن على النحل ليحجزه في الجهة الأخرى لئلا يترك الخشبة، وليعود إلى مكانه بعد بناء (الصنع) مرة أخرى، وبعض القبائل تسمي (الصُّنْع) (مَشَارة) وهي عربية فصيحة يُقال شارَ العسل مشاره، أي استخرجه من الخلِيَّة (الخشبة) ومثلها الصُّنع فهو فصيح لأن النحل يصنع فيه العسل.

ويبدأ جلب النحل للخشب برشّ الخشب بالنِّفْض، ليتعرف النحل على الخشبة ويقع فيها، والنفض سائل ذو رائحة نفاذة تجذب النحل، وهو طُعم له كما يضع صياد السمك طعمًا في شبكة صيده، ويقوم النحالون بصناعة النِّفض لهذا الغرض في بداية فصل الربيع، وكلمة (نِفْض) عربية فصيحة، قال في القاموس المحيط: >النفض: عسل يُسوِّس، فيؤخذ، فيدق، فيلطخ به موضع النحل مع الآس، فيأتيه النحل<، والنفض نوعان نوع يصنع من شمع العسل حيث يؤخذ بناء الشمع الذي يرحل عنه النحل دون أن يملأه بالعسل ويخزن لمدة سنة تقريبًا ثم يخلط بالماء ويغلى على النار حتى تصبح له رائحة نفاذه ذات قدرة على جذب النحل إذا رُشَّت به الخشبة، أما النوع الآخر من النفض فيسمى (السِّرْف) وطريقة صنعه أن يترك بناء الشَّمع في الخشبة حتى يسوِّس وتتكون له رائحة جذابة للنحل ثم يُستخرج ويُخزن فإذا بدأ فصل الربيع أضيف إليه الماء وذهب النِّفَّاض به إلى الخشب ورشه في المِنْفضة، وهو أقوى جاذبية من النفض المصنوع من الناس، وهو الأكثر شيوعًا.

وتُسمى مجموعة النحل المهاجرة لأماكن الربيع بحثًا عن مكان تستقر فيه (الثَّوْل) وتبقى متعلقة بصخرة أو شجرة وترسل بعضًا منها للبحث عن المكان المناسب للاستقرار، وهذه المجموعة الباحثة تُسمى (الدَّرْج) ويمكن أن تسمى عَسَس النحل للبحث عن مأوى، فإذا جذبت رائحةُ النفض الدَّرْج عاد إلى (الثول) فطار معه وحطّ في الخشبة.

والنحل أنواع أو طبقات، وكل طبقة لها وظائف في صناعة العسل فأعلاه المَلِكة، وهي أكبر حجمًا، وليس لها حرية، لأنه لو كانت لها حرية لماتت إذا لسعت فيصبح الجند بلا ملكة فيتشتت؛ لأن الملكة هي الآمرة الناهية في مملكة النحل، والطبقة الثانية هي (الجُنْد) الذي يقف حارسًا على باب الخشبة ليمنع دخول أي غريب إليها، ولذا يتحاشى الرعاةُ المرور من أمامها طلبًا للسلامة، وهناك نوع ثالث هو العُمَّال ووظيفته تنظيف الخشبة مما يعلق بها من أوساخ ويُخرج النحل الميت منها، وهناك النحل الطَوَّاف وهو صانع العسل الذي يطوف بالأزهار البرية، ويمتص منها الرحيق الذي يصنع منه العسل، وهناك نوع من النحل دوره البناء فإذا أحضر النحل الطوَّاف الرحيق فدور نحل البناء هو بناء الشمع في أقراص ذات أشكال سداسية فإذا ما اكتمل البناء قام النحل الطواف بصب العسل فيها من الرحيق وكلما امتلأ قرص قام نحل البناء بإغلاقه وبَدْء بناء جديد حتى يمتلئ عود الخشبة ويأتي دور العسَّال ليأخذه.

أما (العِكْبر) فقال عنه في القاموس مادة (عكر): >عِكْبر، بكسر العين شيء تجيء به النحل على أفخاذها وأعضادها فتجعله في الشهد مكان العسل<، وما زال اللفظ مستعملًا لكن أهل الديار يقدمون الكاف فيقولون "كِعْبر" بكسر الكاف، وهو ليس كما وصفه صاحب القاموس بل هو الشمع يبنيه النحل ثم يرحل عنه دون أن يملأه بالعسل، ويعود ذلك لعدة أسباب منها: أن يوجد في الخشبة حشرة أو غيرها تتسبب في رحيل النحل فالكعبر هو مخلفات النحل بعد أن يَشُدَّ (يرحل) لأي سبب من الأسباب، وهو يستخدم دواء للجروح، ويضاف مع الزيت لتليين الأعصاب.

ومن أعداء النحل بعض الطيور، والنمل، والعناكب، والدبابير وبخاصة الحمراء، ومن الحيوانات الظَّرِبان الذي له قدرة على إزاحة الأحجار الكبيرة فوق الصُّنع مع صغر جسمه.

ولفتح الخشب لاستخراج العسل موعدان: شتوي في آخر فصل الربيع مع بدء حصد الزرع، وآخر في أول الشتاء ويسمى الفتح الصيفي، وهو للعسل الذي جناه النحل خلال الصيف.

وقد يكون للخشبة اسم، والأغلب أن تسمى باسم المكان الواقعة فيه، وكثير منها سَبِيل أي ثلث عسله صدقة وقد لا يكون كذلك، وللخشبة حُرْمة فلا يفتحها إلا صاحبها، ولذلك غرامة في الأعراف ويستثنون حالتين هما القَرِيص أي الملدوغ، والمرأة النفساء، فيجوز فتح الخشبة في غير زمن الفتح لهذين الأمرين، ولا حِشْمَة (غرامة) في ذلك بشرط أن يكون الفاتح هو المتولّي على الخشبة من مالك أو وكيل.

والجِلْد الذي يوضع فيه العسل عند استخراجه يسمى المَاعُون، ولكنه لا يوضع فيه مباشرة بل يُوضع ما يُستخرج في (السِّماط) وهو وعاء جلدي مفتوح له عُرَى، ثم يفرغ العسل في الماعون.

وعسل الديار ذو جودة عالية؛ لأنه عسل جبال، ولنوعية الأشجار والأزهار التي يمتص النحل رحيقها، وألوانه مختلفة حسب نوع الشجر.

وصدق الله العظيم القائل في سورة النحل: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ 68 ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [النحل: 68-69].


إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

وادي حجر

2016